واحدة، ووقع اختيار جماعة النصارى الملكية من أهل مصر على راهب من المصّيصة يسمّى إسحاق يسكن في بريّة طورسينا، وكان رجلا زاهدا [1] أديبا متقشّفا، فلما بلغه ذلك هرب إلى الشّراة [2]، وسكن في طور بها يعرف بطور أيوب، فأنفذوا من أشخصه عن أمر السلطان من الموضع الذي كان فيه، إلى أن أحضره إلى بيت المقدس، وخرج الأساقفة المقيمون في أعمال الإسكندرية إلى بيت المقدس، ولم يكن لهم بذلك رسم متقدّم، فصلّى عليه خريصطودلس [3] بن مهران بطريرك بيت المقدس مع الأساقفة [4]، وصار [5] من هناك إلى عمله، وأقام في الرئاسة ثلاث عشرة سنة، ومات.
...
[غزوة الروس إلى القسطنطينية]
وفي هذه السنة غزا الروس القسطنطينية وبلغوا إلى باب أقروبلي في بحر الخزر، وقاتلهم الروم وطردوهم [واستظهروا عليهم] (6)
...
[الروم يغزون ديار بكر]
وفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وافت جيوش [7] الروم إلى ديار بكر وسبوا من أهلها جماعة كثيرة، وفتحوا أرزن [8] وأخربوا عامّة بلدها، وبلغوا قرب نصيبين [9] والتمسوا من أهل الرّها أن يدفعوا لهم أيقونة المنديل (10) [1] في الأصل، والمطبوع «رجل زاهد»، والتصحيح من النسخة البريطانية. [2] الشّراة: بفتح أوله، صقع بالشام بين دمشق والمدينة المنوّرة، ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة. (معجم البلدان 3/ 331،332). [3] في النسخة البريطانية «خريسطوذولس». [4] في النسخة البريطانية زيادة: «المجتمعين على مذبح القيامة في شهر ذي الحجة من سنة تسع وعشرين وثلثمائة». [5] في النسخة البريطانية «وسيّره».
(6) ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو و (ب). والخبر في: الدولة البيزنطية 354. [7] في نسخة (س) زيادة: «جامّة من». [8] أرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي. مدينة مشهورة قرب خلاط، لها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية. (معجم البلدان 1/ 150). [9] نصيبين: بالفتح ثم الكسر. مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام. (معجم البلدان 5/ 288).
(10) في النسخة (س) زيادة: «الذي في كنيسة الرها».